/ الفَائِدَةُ : ( 7 ) /
05/06/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / منهاج مدرسة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : التَّعايش السلميُّ / إِنَّ مَنْ لم يعتقد بأُصول الإِيمان يجب هدر حرمته ، ولا يحقُّ لهُ التَّعايش مع بقيَّة فرق المسلمين ، هكذا يزعم بعض أَصحاب المدارس الأُخرى ، بل الأَكثر. لكنَّه توهم باطل ؛ فإِنَّ المراجع لمنهاج أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ يجده حاثاً ومحافظاً على التَّعايش المدني ، ومُحرِّماً لدم المخالف وعرضه وماله وإِن كان كافراً بشرط أَن لا يكون عدوانيَّاً ، كما جاء ذلك في بيان وصيَّة أمير المؤمنين× لمالك الأشتر : ((... وأَشعِره قلبك الرَّحمة للرَّعيَّة ، والمحَبَّة لهم ، واللُّطف بهم ، ولا تكونَنَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تَغْتَنِم أَكلَهُم ، فإِنَّهُم صِنفان : إِمَّا أَخٌ لك في الدِّين ، وإِمَّا نظيرٌ لك في الخلق ...)) ( ). ومن ثَمَّ تجد كثيراً من المحاورات والنقاشات العقائديَّة جرت بين الأَئمة × والمنحرفين من الزنادقة ـ الملحدين ـ وغيرهم. نعم ، تلك الحرمة لا تصل إلى درجة حرمة المؤمن ، كما أَنَّ حرمة غير المسلم لا تصل إلى حرمة المسلم ، وهذه قضيَّة عقلائيَّة أَن تكون شرعيَّة ، ومن ثَمَّ تجد في تعامل دول العالم : أَن الدولة الواحدة تعطي لبعض مواطنيها امتيازات وحصانة ـ بمعنى الحرمة ـ لم تُعطَ لغيرهم من أَبناء ذلك البلد ، وتعطي لمواطنيها بصورة عامَّة امتيازات وحصانة لم تُعطَ لبقيَّة مواطني دول العالم الأُخرى المتعايشين في ذلك البلد. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ) نهج البلاغة ، عهد أَمير المؤمنين × لمالك الأشتر ، 53 : 450